في نطاق برنامج جمعية الأدب الإسلامي البحرينية الثقافي للعام الحالي، احتضن نادي العروبة يوم الاثنين 14 مارس 2010 محاضرة ألقاها الباحث التونسي الأستاذ صابر الحباشة عن "البلاغة والتداولية" وقد قدم اللقاء الدكتور والإعلامي الأستاذ عوض هاشم. وحضر عدد من المثقفين ومن أعضاء الجمعية وأحباء اللغة العربية.
وقد تطرق المحاضر إلى أسئلة تتصل بالبلاغة العربية وما تتعرض له من سوء طرح أو من تكريس بعد مدرسي غير ذي أفق. ودرس الباحث صابر الحباشة وجوه الاتفاق والاختلاف بين نظرية عبدالقاهر الجرجاني (توفي سنة 471 للهجرة) في دراسة التشبيه وبين نظرية التداولي المعاصر جون لنغشو أوستن (توفي سنة 1961 للميلاد). وانتهى إلى إمكانية الجمع بين المقاربتين مع إقرار الاختلافات الطبيعية الواردة بينهما.
وعقب المحاضرة تولى الحضور طرح بعض الأسئلة التي تعلقت بالفرق بين التداولية مدرسة لسانية وبين الذرائعية مذهبا فلسفيا، بالإضافة إلى معرفة مدى انطباق البعد التداولي على البلاغة العربية؛ إذ حدها "مطابقة الكلام لمقتضى الحال". كما أشارت بعض التعقيبات إلى التنازع القديم الجديد بين بُعدي الجميل والنافع في الأقوال المخيّلة وغير المخيّلة. وقد عقّب الحباشة على المداخلات، فبيّن أنّ أعظم نظرية عرفتها البلاغة العربية القديمة هي نظرية النظم لعبدالقاهر الجرجاني – وعلى الرغم من تطورها الشديد – فإنها لم تٌراعِ البُعد الحجاجي للقول ولم تقرأ له حسابا، وهذا ما حاول المرحوم بإذن الله تعالى – الدكتور عبدالله صولة أن يدلّل عليه في رسالته للدكتوراه "الحجاج في القرآن من خلال أهم مظاهره الأسلوبية".
ويشار إلى أن الباحث صابر الحباشة قد أصدر إلى حد الآن تسعة عشر كتابا تهتم باللسانيات والنقد الأدبي والتداولية والبلاغة العربية، وهو يشتغل على أطروحة دكتوراه تهتمّ بتعدّد الدلالة في اللغة العربية من منظور معرفيّ.